كتاب الملك سلمان
يؤمــن خــادم الحرميــن الشــريفين - حفظــه اللــه - إيمانًـا عميقًـا بأهميـة دور التعليـم فـي نهضـة الشـعوب وبنـاء الأوطـان، ومـن ثَـمّ بنـاء الإنسـان، وصياغـة الفكـر والوجـدان لتشـكيل الـرأي العـام، ذلـك مـا يعكسـه شـغفُه بالتعليـم والتعلّـم وولعُـه بالثقافـة وقُربه مـن المثقفين؛ وهـو مـا يُجسّـد فـي كلمات ـه - حفظـه الل ـه - عـن أهمي ـة رســالة التعليــم فــي نَشْــر التربيــة والثقافــة، إذ يقــول فـي ذل ـك: ...التربية والتعليم رسالةٌ مشتركة بين الجميع، لا يمكن لجهةٍ بمفردها أن تتحمّل أعباءها وتُحقّق أهدافَها، كما لا يمكن للجندي المجاهد أن ينفرد بأداء واجبه ما لم يكن من خلفه مَن يصنع ذخيرتَه ويُعِدّ عُدّتَهُ..... إن الاهتمام بالأمر الثقافي لهو جديرٌ بأن نُسهِم فيه جميعًا، كلّ بمجهوده بما يستطيع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود 00 إن ما تقدّم من كلمات تعكسرؤية ملكمُثقّفواعٍ، يُدرك أبعاد ودور التعليم والثقافة في التأثير في بناء المجتمعات والدول، ذلك الذي يُصادف إيمانه وعزمه - حفظه الله - على العمل الحثيث لنهضة المملكة علميّا وثقافيّا. والحقيقة أن وعي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بأهمية ما طرأ على التعليم من تطوّر، جعَله يُقدّم مقارنةً بين ما كان عليه الأمس، وما نشهده اليوم من تطوّر تقني ساعَد الجميع على تحصيل المعلومات دون التقيّد بشروط الزمان والمكان، وهو ما عبّر عنه بقوله: ... عندما شاهدتُ اليومَ الأجهزةَ الفنيةَ كالإنترنت وما شابهها، التي يستطيع الإنسان بها أن يأخذ المعلومات وهي في أقصى الأرض في لحظات؛ تذكرتُ كيف كان طلبة العلم يرحلون من الشرق إلى الأندلس، ومن الأندلس إلى الشرق حتى يكتسبوا العلم وينسخوا الكتب، فأين نحنُ منهم الآنَ؟ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نحو رؤية تكاملية.. إستراتيجية التعليم: - ً أول حرص خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على تطوير أداء المنظومة التعليمية في المملكة والدعم المستمر لكل مقوماتها، وهو ما نستطيع قراءته من خلال رؤيته التي تتمثّل في إنشاء جيل جديد يعتمد في الأساس على الخبرات التي من شأنها أن تعمل على التوأمة والتكامل بين المدارس والجامعات ومؤسسات الإنتاج وميول الخريجين؛ لسدّ احتياجات سوق العمل. من جُمادى 20 وهو ما عبّر عنه ضمن خطاب الثلاثاء هـ إيمانه العميق بتطوير منظومة التعليم 1436 الأولى في المملكة. ومع أن الدولة لم تغضّ الطرفَ عن تعزيز البنية الأساسية لمنظومة التعليم حتى تتوافق مع خُطط التنمية وأسواق العمل؛ فإنها ساهمت في توفير الإمكانات التي سهّلت من عمليات الابتعاث في الأكاديميات ذات السمعة المعتبرة في العالم؛ بهدف خدمة أغراض التنمية، وهو في ذلك يوجّه حديثَه - حفظه الله - لأبنائه الطلاب بقوله: رؤية ملك قائد 107
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4