كتاب الملك سلمان

أولَى المسألةَ الثقافية اعتبارات خاصة بحسبانها تُعبّر عن روح الأمة وقيمها الروحية والجمالية وهويتها، وهو ما عبّر عنه بقوله: ...إن المملكة العربية السعودية ليست بلادًا فقيرة في الثقافة كما يُروّج عنها، بل هي منطلق للثقافة. ونحن نرفضما يُقال: إنه ليس للمملكة العربية السعودية خاصية معينة، مؤكدًا أن لها خاصية مثلها مثل سائر أرض الله: تراب، وبحر، وجبال، وبشر، بالإضافة إلى ذلك فقد حبا الله بلادنا بخاصية مميزة، وهي أن جعَلها محطّ أفئدة المسلمين، وبلاد بيت الله، ومهبط الوحي والرسالة، وبلاد محمد صلى الله عليه وسلم... إذا كنّا نتكلم عن الثقافة اليوم فنتذكر الماضي. الثقافة التي عمّت العالمَ حيث انطلقت من هذه البلاد... وحُمِلت هذه الثقافة إلى كافة أوروبا... نحن كبشر نؤثر ونتأثر؛ لذلك يجب أن يكون في ذهن الجميع أننا لسنا في غنى عن الثقافة، بل قبل الرسالة عُرِف هناك الأدب العربي المقفى والمنثور وما امتدّ من هذه الثقافة إلى الثقافة الحالية، ويجب أن نعتزّ بماضينا وثقافتنا وروّادنا مثل ما يحدث في البلدان العريقة... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإن كان ما تقدّم يكشف بجلاء عن مدى اعتزاز خادم الحرمين الشريفين بهويته الإسلامية وثقافته العربية التي تضرب بجذورها في أزمان قديمة تعود إلى ما قبل الرسالة المحمدية، فإنه حفظه الله كان حريصًا كلّ الحرص على تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ عليها، فضً عن التشديد على صيرورة الهوية الخاصة لمجتمع المملكة، وهوما عبّر عنه قائ ً: ... إنّ الثقافـة التـي نعتـزّ بهـا ونفتخـر بهـا ونسـعى لنشـرها هي ثقافة مَعينُها كتابُ الله وسـنةُ رسـولِه محمـد صلـى اللـه عليـه وسـلم، ومِدادُهـا إخ ص العبـادة للـه سـبحانه وتعالى، وحفـظ الأمـن، والمحافظـة علـى حرية الإنسـان وكفالتهـا؛ ثقافـة تقـوم علـى قـول الحـق جـلّ وع : ﴿"وَاعْتَصِمُـوا بِحَبْـلِ اللّـهِ جَمِيعًـا وََ تَفَرّقُـوا﴾"... أجـل، إنّ ثقافتنـا ثقافـة التوحيـد والبنـاء؛ وضـع أسسـها وحـدّد أطرهـا ومعالمَهـا وشـيّد مؤسسـاتها الملك المؤسّـس عبدالعزيز بـن عبدالرحمـن آل سـعود - رحمـه اللـه وأسـكنه فسـيح جناتـه - منـذ وَضْـع اللبنـة الأولـى لبنـاء هـذا الكيـان علـى هُـدى مـن كتـاب اللـه وسـنة رسـوله صلـى اللـه عليـه وسـلم، حتـى اكتمـل البنـاء وبـدأت مسـيرة الوطـن الواحـد قبـل مئـة عـام... إننـا فـي هـذه الب د - والحمـد للـه - لدينـا دسـتور ثابـت، ومبـدأ ثابت وهو كتـاب الله وسـنة رسـوله، ولدينـا قيـمٌ وأخ ق ورثناهـا عـن أجدادنـا، يجـب أن تكـون ثقافتنـا فـي هـذا المسـار تحـت هـذا الشـعار؛ شـعار هـذه الدولـة: لا إلـه إلا اللـه محمـد رسـول اللـه... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولما كان خادم الحرمين الشريفين حامً للواء التغيّر والتطوير، ويعمل على مدّ الجسور بين الحضارات حتى ينعمَ الجميعُ بالسلام والأمن؛ فإنه دون ريب عمِل دومًا على إقامة العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل وتدعيم الروابط مع البلدان الأخرى؛ وذلك لإبراز حضارة المملكة العربية السعودية وثقافتها والتراث الإسلامي : - العربي، وهو ما تكشف عنه من خلال قوله 112 4 الإشعاع العلمي والتحولات الاجتماعية

RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4