كتاب الملك سلمان

رؤية ملك قائد 123 أسهمت الصفات الإيجابية الفطرية والمكتسبة التي يتمتّع بها خادم الحرمين الشريفين ليكون بحقّ رجلَ دولة، صاحب رؤية واقعية بنّاءة، ورؤية مستقبلية سبّاقة تُدرك المتغيرات، وتصوّرات قيادية تؤمن بحتمية التغيير والتطوير، وتُحسن قراءة الواقع وتستشرف المتوقع، وتتفاعل مع كلّ القضايا ومستجداتها دراسةً وتحليلً، وتُجيد فهم المسارات السياسية بكل خباياها ومراميها وأهدافها المُعلَنة وغير المُعلَنة. ولكونه رائدًا للتغيير المدروس منذ تحمّله مسؤولية صُنْع القرار إلى أن تولّى مقاليد الحكم؛ فقد أصدر أمره الكريم بإنشاء مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، لكي يكونا عوضًا عن عدد من المجالسواللجان التي تمّ إلغاؤها؛ وذلك بهدفرَفْع كفاءة الأداء، ومستوى التنسيق وتعزيز العمل المؤسسي في صناعة التوجّهات وصك القرارات، كي تأتي متناغمةً ومتكاملة مع سرعة التطوير والتغيير في عصرنا الحالي، ومع تلك السياسات والمؤسسات والاختصاصات. والحقيقة أن إنشاء هذين المجلسين جاء في ظل تحوّلات ومتغيرات سياسية واقتصادية إقليمية وعالمية، مما يمكننا القول بحقّ: إنّ إنشاءَهما يعكس بقوة حكمةَ خادم الحرمين الشريفين باعتباره المسؤول الأول عن الأمن الوطني بمفهومه الشامل؛ ناهيك عن قراءته الواعية للواقع بكل عوامله الداخلية والخارجية، ورؤيته الاستشرافية لكيفية التعامل مع التحديات والأزمات والمخاطر؛ إما بمحاولة استباقية بمنعها قبل وقوعها، أو الحد من آثارها بحُسْن إدارتها وتوجيهها بما ينسجم ومصالح المملكة العليا. وبتوجيه قيادي رشيد ورؤية إستراتيجية مستقبلية متعددة الأبعاد لإدارة المخاطر والأزمات، يُوجّه خادم الحرمين الشريفين - أيّده الله - مجلس الشؤون السياسية والأمنية باقتراح الخُطط والبرامج والرؤى اللزمة لمواجهة التحديات والمخاطر، وهو ما أشار إليه - حفظه الله - في كلمته أمام مجلس الشورى، إذ يقول: ..إنّ دولتَكم ماضيةٌ في دعم الجهود لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية، ولقد وجّهنا مجلس الشؤون السياسية والأمنية باقتراح الخُطط والبرامج والرؤى اللازمة لمواجهة هذه التحديات والمخاطر.. الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود فالاســتقرار السياســي والاقتصــادي باعتبــاره قرينًــا لعمليــة التنميــة الشــاملة والمســتدامة، يحتــاج إلــى مجتمــع قــوي لديــه ثقــة فــي قدراتــه ومؤسســاته السياســية والاقتصاديــة. والواقـع أن خـادم الحرميـن الشـريفين - يحفظـه اللـه- أدرك أن بنــاء الاقتصــاد القــوي والتنميــة المســتدامة لا بــد أن يســبقه ويواكبــه عــدة إصلحــات هيكليــة شــاملة؛ لـذا تجـده - يحفظـه اللـه - عمـل غـداةَ تولّيـه مقاليـد الحكـم علـى كلّ مـا مـن شـأنه بنـاء اقتصـاد سـليم راسـخ الأركان يخــدم الوطــن والأفــراد، وهــو مــا تجلّــى فــي إصــدار القــرارات تلــو القــرارات؛ التــي كان مــن أبرزهــا إعــادة هيكلــة عــدد مــن الــوزارات والأجهــزة والمؤسســات، وإعـادة تشـكيل مجلـس الـوزراء، وتعييـن مسـؤولين جُـدد ووزراء خبــراء لديهــم القــدرة علــى اســتيعاب السياســات والبرامــج؛ ومــن ثَــمّ تحويلهــا إلــى قــرارات تنفيذيــة

RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4