كتاب الملك سلمان

124 5 السياسة الخارجية يمكــن الحكــم علــى رُشــدها وكفاءتهــا، وإقــرار رؤيــة لتكــون خارطــةَ طريــق للعمــل الاقتصــادي 2030 المملكــة والتنمــوي، وإصــدار ومراجعــة العديــد مــن الأنظمــة والقوانيــن التــي تســاعد فــي خلــق بيئــة عمــل خلّقــة وجاذبــة للســتثمار، فضــاً عــن تمكيــن الأجهــزة الرقابيــة وتعزيــر دورهــا فــي محاربــة الفســاد بشــتى مظاهــره، ومحاسـبة المقصريـن، وإشـراك المجتمـع في المواجهة. وبيد أن ما تقدّم يُمثّل بشكل عام طبيعةَ الرؤى والتوجّهات التي تحكم سياسات الملك سلمان - حفظه الله - علىصعيد السياسة الخارجية؛ فإن الواقع تفصيلً يمكننا الإمساك به من خلل سياساته الوضّاءة التي شهدتها المحافل الدولية والإقليمية والمحلية، حيث أعلن خادم الحرمين الشريفين في خطابه الجامع يوم هـ عن الخطوط الأساسية 1436 من جمادى الأولى 20 لسياسة المملكة، فقال يحفظه الله: ..إن سياسة المملكة الخارجية ملتزمة على الدوام بتعاليم ديننا الحنيف، الداعية للمحبة والسلام، وفقًا لجملة من المبادئ، أهمها استمرار المملكة في الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية، بما في ذلك احترام مبدأ السيادة، ورفض أي محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية، والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية بشتى الوسائل، وفي مُقدّمة ذلك تحقيق ما سعت وتسعى إليه المملكة دائمًا من أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف... كما أننا سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي بتنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما... وأننا نعمل ويصاحب ذلك كله العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وإرساء مبدأ العدالة والسلام، إلى جانب الالتزام بنهج الحوار وحلّ الخلافات بالطرق السلمية، ورفض استخدام القوة والعنف، وأي ممارسات تُهدّد الأمن والسلم العالميين.. الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لقد سارت سياسة المملكة العربية السعودية وفق مجموعة من القناعات التي تعكس إيمان خادم الحرمين الشريفين بقدرة الدولة على تحقيق الاستقرار في المنطقة، برغم وجود مجموعة من التحديات وتضارب المصالح الإقليمية والدولية، وهو ما أشار إليه بقوله: ...لا يخفى عليكم ما تمرّ به المنطقة من أزمات وخلافات، وما تواصل المملكة بَذْله من جهود لحلها، انطلاقًا من إيمانها العميق بأن أمن واستقرار هذه المنطقة ليس حُلمًا بعيد المنال؛ بل هو هدف ممكن وواجب التحقيق. فلم تكتفِ تلك الأزمات والخلافات بحرمان العديد من شعوب المنطقة من فرصة العيش في أمن واستقرار؛ بل أدت كذلك -بكل أسف- إلى حرمان أجيالها الحاضرة من بارقة الأمل في مستقبل يليق بما حباها الله به من مقومات ومكتسبات بشرية كبيرة...” الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود

RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4