كتاب الملك سلمان
126 5 السياسة الخارجية وإذا كان ما سبق هو ما يُشكّل جمعًا من توجهات سياسة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، فإن ثمة مجموعة من الأحداث والقضايا التي يمكن أن نضع أيدينا عليها للوقوف على أداء السياسة الخارجية السعودية، مثل: قمة مكة، وإعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلمي، وعاصفة الحزم، ومكافحة الإرهاب، ووأد الحروب الإقليمية، والتفاعل مع الجهود الإنسانية لغَوْث النازحين، واستضافة مجموعة العشرين. - قمة مكة المكرمة: ً أو بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، استضافت المملكة العربية السعودية الدورةَ الرابعة عشرة للقمة الإسلمية العادية لمنظمة التعاون الإسلمي، في مدينة مكة ،2019 مايو 31 ، الموافق 1440 رمضان 26 المكرّمة في وبرئاسته - حفظه الله - تمّ عقد القمة لتوحيد الصفّ وحثّ الزعماء والقادة والشعوب الإسلمية على ترسيخ التعاون وتحقيق التنمية وتحقيق الاستقرار والأمن في العالم، وهو ما جسّدته كلمته الافتتاحية حفظه الله: .. نستذكرُ هذا العامَ مرورَ خمسين عامًا على تأسيسِ منظمةِ التعاون الإسلامي، التي جاء تأسيسُها بعد حادثةِ إحراق المسجدِ الأقصى الذي لا يزالُ يرزحُ تحتَ الاحتلال ويتعرضُ لاعتداءات ممنهجة... إن القضيةَ الفلسطينية تمثّلُ الركيزةَ الأساسيةَ لأعمالِ منظمةِ التعاون الإسلامي، وهي محورُ اهتمامنا حتى يحصلَ الشعبُ الفلسطيني الشقيق على كافةِ حقوقهِ المشروعة، والتي كفلتها قراراتُ الشرعية الدولية ومبادرةُ السلامِ العربية. ونجددُ التأكيدَ على رفضنا القاطعِ لأي إجراءاتٍ من شأنها المساسُ بالوضعِ التاريخي والقانوني للقدس الشريف... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفيما يرتبط بعملية هيكلة منظمة التعاون الإسلمي بما يكفل تفعيل دورها في مجابهة التحديات الإقليمية والدولية، فإننا يمكن أن نلمس توجّه خادم الحرمين الشريفين مما ذكره آنذاك، إذ يقول: .... الإخوة الكِرام، إنّ إعادةَ هيكلة منظمةِ التعاون الإسلامي وتطويرَها وإصلاحَ أجهزتها أصبحت ضرورة مُلِحّة لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمرّ بها أمتنا. وبمشيئةِ الله وتوفيقه، ستسعى المملكةُ العربية السعودية من خلال رئاسِتها لأعمالِ هذه القمة للعمل مع الدولِ الأعضاء والأمانةِ العامة للمنظمة للإسراع في تفعيلِ أدوات العمل الإسلامي المشترك تحقيقًا لما تتطلعُ إليه شعوبُ أمتنا الإسلامية... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إنّ تأكيد خادم الحرمين الشريفين على أهمية عدم الافتئات على القرارات الشرعية جعَله لايغفل قضايا التطرف والإرهاب، إذ أراد من خلل جهوده تجفيفَ منابعها، وهو ما أشار إليه بقوله: ... أيها الإخوةُ الكرام، إنّ التطرفَ والإرهاب من أخطرِ الآفات التي تواجهها أمتُنا الإسلامية
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4