كتاب الملك سلمان

128 5 السياسة الخارجية المختلفةِ خدمةً للدولِ الإســــــ مية وشعوبها، مع الاستمرار في مدّ يد العونِ والمساعدة عبر الجهدِ الإنساني والإغاثي حرصًا على سيادةِ وأمن واســــــتقرار الدولِ الإسلامية في ظلّ وحدةٍ وطنية وسلامةٍ إقليمية... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - عاصفة الحزم: ثانيًا تأكيدًا علىسياسة المملكة الخارجية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيّده الله - في أكثر من مناسبة، وخاصة ما يرتبط بالالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية، ورفض أيّ محاولة للتدخل فيشؤوننا الداخلية، والدفاع عن القضايا العربية والإسلمية؛ فإن المملكة كانت على الدوام حريصة على أداء واجباتها تجاه الدول الشقيقة وتقديم العون والنّصرة لها، وفي الوقت نفسه لا تتهاون مع مَن يُهدّد أمنَها الوطني ومحيطها الإقليمي، وهو ما فرض التعامل مع المشكلة اليمنية فكانت عملية عاصفة الحزم ردّا عمليّا قويّا لمواجهة التهديدات المباشرة والحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها. فنتيجةً لما تقدّم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور م إلى قادة دول مجلس 2015 مارس 24 هادي في التعاون الخليجي، مُوضّحًا التدهورَ الشديد والخطورة البالغة للأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية جراءَ الأعمال العدوانية للحوثيين، المدعومة من قوى إقليمية هدفها بَسْط هيمنتها على هذه البلد وجَعْلها قاعدةً لنفوذها في المنطقة، ومناشدته الدول الخليجية الوقوف إلى جانب الشعب اليمني لحمايته، استنادًا إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة ) من ميثاق الأمم المتحدة، وإلى ميثاق جامعة الدول 51 ( العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، التي تكفل تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللزمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر، ورَدْع الهجوم المتوقّع حدوثُه في أيّ ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش، وكذا لِمَا تقدّمت به الحكومة اليمنية من طلب لجامعة الدول العربية بالتدخل عسكريّا في اليمن؛ فإن الاستجابة الخليجية لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، جاءت برَدْع عدوان ميليشيات الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش على البلد، وهو ما تجسّد في صدور بيانٍ، جاءَ فيه: "قررت دولنا الاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداةً في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق". ووفق ما سبق، فقد توّج خادم الحرمين الملك سلمان كلّ ما تقدّم ببدء عملية عاصفة الحزم في تمام من جمادى 6 الساعة الثانية صباحًا من يوم الخميس م؛ نتيجة 2015 مارس 26 هـ، الموافق 1436 الآخرة لتفاقم الوضع في اليمن الشقيق خاصة الإنساني والمعيشي، ورَفْض الحوثيين وحلفائهم الحلول السلمية والحوار، وتماديهمفيغيّهم غير عابئين بمصالح اليمن ومواطنيه، ومُلوّحين بتهديد أمن دول الجوار، وفي مقدمتها المملكة؛ وهو ما أسفر عن السيطرة

RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4