كتاب الملك سلمان
وحتــى تتحقّــق رؤيــة الملــك القائــد نحــو خدمــة المواطــن والوطــن؛ فإنــه - حفظــه اللــه - يُوجّــه الــوزراء والمسـؤولين بهـذا الأمـر، فضـً عـن توجيههـم بضـرورة مراجعـة أنظمـة الدولـة الرقابيـة، بمـا يُعـزّز اختصاصاتهـم والارتقــاء بمهامهــم ومســؤولياتهم مــن أجــل الحفــاظ علــى المــال العــام والقضــاء علــى الفســاد، وتحفيــز الأداء، وهــو فــي ذلــك يقــول: ....وفي هذا الصدد، أخاطبُ الوزراءَ والمسؤولين في مواقعهم كافةَ أننا جميعًا في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامنا، وقد وجّهنا بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، ويُسهم في القضاء على الفساد، ويحفظ المال العام، ويضمن محاسبة المقصرين..."” الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وباعتبــار أن عمليــة التنميــة بمفهومهــا الشــامل قــد حظيــت باهتمــام منقطــع النظيــر، فــإن هــذا الاهتمــام تجسّــد بقــوة مــن خــ ل رؤيــة ثاقبــة تعمــل علــى تنويــع مصـادر الدخـل وتراكـم المدخـرات، والتوسّـع فـي سـوق العمـل فـي القطاعيـن العـام والخـاص، ومـن ثَـمّ تشـجيع المشــروعات المتوســطة والصغيــرة، بمــا يكفــل وجــودَ قاعـدة اقتصاديـة متينـة يتـم تفعيلهـا مـن أجـل الاعتمـاد علــى الــذات وتحقيــق الرخــاء والتقــدم، وهــو فــي ذلــك يقــول حفظــه اللــه: ... أيهـا الإخـوة والأخوات، لقـد كان لارتفاع أسـعار البتـرول خ ل السـنوات الماضيـة آثـارٌ إيجابيـة علـى اقتصـاد بلادكـم فـي المشـاريع التي تحقّقت - بحمد الله - وسوف نعمل على بنـاء اقتصـاد قـوي قائـم علـى أسُـس متينـة تتعـدّد فيـه مصـادر الدخـل، وتنمـو مـن خلالـه المدخـرات، وإيجـاد فـرص العمل في القطاعين العـام والخـاص، وتشـجيع المؤسسـات المتوسـطة والصغيـرة علـى النمـو، ودعمهـا لتكويـن قاعـدة اقتصاديـة متينـة لشـريحة كبيـرة مـن المجتمـع. وسـتكون السـنوات القادمـة - بـإذن اللـه - زاخـرةً بإنجـازات مهمـة؛ بهـدف تعزيز دور القطـاع الصناعـي والقطاعات الخدمية في الاقتصـاد الوطنـي. أيهـا المواطنـون الكـرام، إن مـا يمـرّ بـه سـوق البتـرول مـن انخفـاض للأسـعار لـه تأثيـر علـى دخـل المملكـة، إلا أننـا سنسـعى إلـى الحدّ من تأثير ذلك على مسـيرة التنمية، وستسـتمر - إن شـاء اللـه - عمليـات استكشـاف البتـرول والغـاز والثـروات الطبيعيـة الأخـرى فـي المملكـة. ولرجـال الأعمال فـي بلادنا الغالية، أقول لهم: أنتـم شـركاء فـي التنميـة، والدولـة تعمـل على دَعْـم فـرص القطـاع الخاص ليُسـهم في تطوير الاقتصـاد الوطنـي، فأنتـم جـزءٌ مـن نسـيج هذا الوطـن الـذي قـدّم لكـم الكثيـرَ مـن التسـهيلات والامتيـازات، وينتظـر منكـم كذلـك الكثيـرَ، فعليكـم واجـب الإسـهام بمبـادرات واضحـة فـي مجـالات التوظيـف والخدمـات الاجتماعيـة والاقتصاديـة... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود 150 6 التنمية الاقتصادية
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4