كتاب الملك سلمان
تعَدّ الرؤية نظرة استشرافية إيجابية، إذ ترسم معالم المستقبل المأمول، وتنهض على ما عزمت عليه النوايا والعقول، وتسمح للمجتمع بالاستفادة من قواه الكامنة ومكتسباته، كما أنها تُخطّط في حكمةٍ لتوظيف ملكاته، وتمكين روح الهمم والطاقات، انطلاقًا من منظومة المعتقدات الراسخة والمكتسبات، ووصوً إلى غاية الحضور التاريخي بين الأمم، بما يُحقّق الطموحات والآمال والتطلعات. ومن سمات الرؤية احتفاظها الدائم بخَصيصة الشمول لتعمّ جميعَ الأفراد والمؤسسات، إذ لا يقتصر أثرها على أحد دون آخر أو شريحة من المجتمع على حساب أخرى، كما أنها تتحلى بالطموح المتنامي وترنو إلى واقعية خ ّقة من شأنها أن تُحدِث نقلةً نوعية على جميع الأصعدة. ولما كانت الرؤية تحتاج إلى نوع من القادة يجعلون من الفكر الإستراتيجي التحويلي منهجًا في تطوّر المجتمعات وبناء الحضارات، واكتشاف كامن المواهب والطاقات وتحويلها إلى فُرصٍ وهِبات؛ فإنهم بذلك يجعلون من المِحنةِ والضّيق منحةً للفرجِ والسّعة، ومن المشكلةِ أو . العائق فرصةً للانطلاق نحو تحقيق جودة الحياة وحيث إن هؤلاء القادة يتمتعون بالقدرة على الحزم وقت النوائب، وبالصبر عند الشدائد، ولا يتهيبون أويعتريهم الخوف والتردد، ولا يستسلمون لمثبطات الهِمم والعزائم، حيث يكون سلاحهم في ذلك هو التماس العَوْن والتوكّل على الله في اتخاذ القرارات الصائبة؛ فإن قدراتهم تُمكّنهم من قيادة شعوبهم نحو غدٍ مُشرقٍ مستنير؛ بل وتمكين أطياف مجتمعاتهم من المشاركة في صناعة التغيير، والتفاعل معهم عبر منظومة من القيم الداعمة التي تقف سدّا منيعًا أمام حدوث التغييرات العبثية والفوضى العشوائية. رؤية ملك قائد 17 وباعتبار أن كل شخصية قيادية تتحلّى بمجموعة من الصفات الموروثة والمكتسبة، وأنماط من العادات والقيم والمشاعر، لتكونَ في نهاية الأمر نسيجًا مختلفًا عن غيرها من الشخصيات، بل ويجعلها شخصية مفارقة عن غيرها؛ فإنّ شخصيةَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - اتسمت بالعديدِ من هذه الصفاتِ، منها: النّبلُ والمروءة والوفاء، والانضباط والتنظيم، والذكاء المتّقِد، وسِعة الاطلاع، والتنوّع الثقافي، والانفتاح على المجتمع، والجُرأة والشجاعة، والرؤية الثاقبة، والحنكة والدراية، والعزم والحزم، وكونه ذا عقلية اقتصادية فذّة،... إلخ هذه الصفات التي ستتبدّى لنا في ثنايا هذا الكتاب. ولعلّ هذا ما جعَله شخصيةً تنالُ الإعجابَ والتأييدَ، وتُحقّق نجاحًا باهرًا وحافً بالإنجازات، وتحصدُ ثقةَ الأفرادِ والجماعاتِ. وشاهدُنا على ذلك حصوله على ألقابٍ اجتماعية ذات مؤشرات حضارية، تُشير إلى مكانته (حفظه الله) على جميع الأصعدة السياسية والإدارية والقيادية. لقد حفل تاريخ خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) بفيض من المآثر والمناقب، والإنجازات والمحامد، من شعبان سنة 2 5 فهو أمير مدينة الرياض (الإثنين م)، ووزير الدفاع ١955 من إبريل عام ١٨ هـ الموافق 137٤ هـ الموافق 1432 من ذي الحجة سنة 9 (يوم السبت م)، وولي العهد (يوم الإثنين 2011 من نوفمبر عام 5 م)، ثم 2012 من يونيه 18 الموافق 1433 من رجب 28 تبوّأ ذروة الحكم وسنام البلاد وإدارتها، فأضحى سلمانُ بن عبدالعزيز خادمًا للحرمين الشريفين، وبُويع ملكًا على هـ الموافق الثالث 1436 البلاد (في الثالث من ربيع الآخر م). 2015 والعشرين من يناير
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4