كتاب الملك سلمان

ولا غرو أن يكون الابن على نهج الأب من حيث التماس الأبعاد الدينية لنشأة المملكة، والاعتصام بحبل الدينِ، والسير بخطوات واثقة نحو تثبيت دعائم المجد لبناء الدولة وتعيين هويتها وثقافتها، والحفاظ على تاريخها الأصيل، وهو ما أثّر بالطبع في تجويده - حفظه الله - لتوجهات وشخصية المملكة العربية السعودية، وهو ما يكشف عنه بقوله: ...والدولة السعودية بسلوكها ومبادئها سلفية المنهج،... والسلفية ليست رجعيةً أو جمودًا أو مجرد تقليد أو أنها مُنافية للعقل كما يزعم بعضهم؛ بل هي منهج متكامل: عقيدة، وعبادة، ومعاملة، وتجديد، وإبداع دون ابتداع، وضابطها تحقيق الالتزام الذي دعا إليه ربّ العالمين... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إن المتأمّل في كلمات الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) وما سطّره من أسس تاريخية وفكرية لميلاد الدولة السعودية؛ يجزم بأن وراء تلك السطور صاحب فكر تاريخي حاذِق، ومخزونٍ من التجارب لا ينفد، ورصيد من الرؤى لا ينحسر، وهو ما دفع نفرًا غير قليل إلى إطلاق لقبي "عاشق التاريخ" و"ذاكرة الأسرة الحاكمة" ليكونا متلازمين؛ إذ كانَ وما زال - حفظه الله - مُستودَعًا وحاضنًا لأحداث الماضي ومساراته، وأهً لمواجهة الحاضر ومشكلاته؛ وهو ما يجعله يُكنى بحقّ بلقب "الملك المؤرّخ". لقد تربّىفي كنف الملك المؤسّسالذي جمَعَ شتات الجزيرة ونأَى بأهلها عن الصراع والصدام، كما عاصر ستةَ ملوكٍ عِظام، ورافق نفرًا غيرَ قليل من الأمراء والفُضلاء رؤية ملك قائد 19

RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4