كتاب الملك سلمان

الجوائز والأوسمة: درجـــت الإنســـانية منـــذ بدايـــة الخلق علـــى تكريم مَن يُقـــدّم البـــذلَ والعطـــاء، إذ يتـــم مَنْـــح الذات البشـــرية ما تســـتحق اعترافًا بجهودها كنوع من التشجيع والاستمرار وبـــذل المزيـــد، وهو مـــا حثّنـــا عليه أيضًـــا دينُنـــا الحنيفُ حيث قـــال تعالى: ﴿ إِنَ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَهِ أَتْقَاكُمْ﴾ )13 (سورة الحجرات: آية لقـــد باتَ التكريـــمُ آليةً مهمةً في سياســـات كثير من الأمـــم والمؤسســـات والمنظمـــات الدوليـــة؛ للتعويـــد علـــى القيـــم والمبـــادئ الإنســـانية الســـامية، والأخلق الحميـــدة، واكتشـــاف المواهـــب وتعزيزهـــا وتحفيزهـــا، إذ صـــار التقديـــرُ عنوانًـــا للتميّـــز وعلمـــةً علـــى الإبـــداع والتفـــرّد، والقـــدرة علـــى العطـــاء وتقديـــم الخير. والحقيقـــةُ أنّ علقـــة خـــادم الحرميـــن الشـــريفين الملـــك ســـلمان - حفظـــه اللـــه - بالتكريـــم والجوائز تعود إلـــى أزمـــان طويلـــة، تبـــدأ بعـــد أن فتَـــح ومنّ اللـــه عليه بحفظـــه للقـــرآن الكريـــم وفهمه له، إذ حظي بإشـــراقات جليـــة وعطـــاءات خِصبة تفوق الوصف، جعلتـــه بل مُنازع صاحـــب أيـــادٍ بيضاء فـــي نهضة وتطـــوّر مياديـــن الخير، ليـــس فقط علـــى الصعيـــد المحلـــي؛ وإنمـــا أيضًا على المســـتوى العالمي، وهو ما يعـــود بالطبع إلى ارتباطه دون انفصـــام مـــع الكتاب والســـنة، وهـــو - حفظه الله - في ذلـــك يقول: .. "إنّ مَن يعتقد أنّ الكتاب والسنة عائقٌ للتطور والتقدم، فهو لم يقرأ القرآن أو لم يفهم القرآن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لقـــد عـــرف الجميـــعُ داخليّـــا وخارجيّـــا الملـــكَ القائـــدَ - حفظـــه الله - كونه مـــن أصحاب الثقافـــة العميقة، الذي بحجـــم معارفـــه المتعـــددة، يعَـــدّ مـــن المفكريـــن الذيـــن ينـــدُر وجودُهـــم، وليـــس أدل على ذلك مـــن متابعته لما يحـــدث على صعيـــد المعتـــركات الفكريـــة والثقافية؛ بل ومشـــاركته فـــي القضايـــا الفكريـــة الجدلية التـــي ترتبط بمفهـــوم ورفعـــة الوطن. وحيـث إنّ خـادم الحرميـن الشـريفين - حفظـه اللـه - معـروفٌ بنَهَمِـه الشـديد لقـراءة التاريـخ، فضلاً عـن طـرح رؤاه وتأويلتـه؛ فـإن مَـن حـاوَره سـواء علىصعيد النّخب الثقافيـة أو رجـال الصحافـة والعلـم، يكتشـفون دون ريب وبوضـوحٍ ملـكًا يتصـفّ برحابـة ثقافية تمتـد بين فضاءات فكريـة متعـددة وأنـواع كثيـرة مـن المعـارف والعلـوم. لـــذا، فليـــس غريبًـــا أن تنهـــال علـــى خـــادم الحرميـــن الشـــريفين - حفظه الله - العديد من الأوســـمة والجوائز والشـــهادات العلميـــة الفخريـــة؛ تقديرًا لجهـــوده وعطائه من أجل الإنســـانية بشـــكل عام، والإنســـان الســـعودي بشـــكل خاص. وباعتبار أنّ تاريخ خادم الحرمين الشـــريفين سيلٌ دافق مـــن العطـــاء، فـــإنّ ثمـــةَ مؤسســـات دوليـــة تفاعلت مع هـــذا الزخـــم، وليس أدل على ذلك من تحرّك مســـؤولي أكاديميـــة برليـــن لمَنْحه أســـمى الجوائز، ونجده ينســـب الفضـــلَ فيها إلـــى المملكة، فيقول: .... تكريمي هو تقديرٌ لبلدي... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رؤية ملك قائد 215

RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4