كتاب الملك سلمان
الكِرام؛ وهو ما جعَل هذا البُعد التاريخي والتفاعل حاضرًا وممتزجًا بنمط إدارته وقيادته وتجاربه ومجالات مسؤولياته المتعددة عبر أكثر من سبعين عامًا. ولما كان ما تقدّم لا ينفك عن البُعد الديني الذي يعَدّ أساسَ وحدة وسلامة المجتمع؛ فإن اعتماد الوسطية كمنهج ورؤية تُعَدّ انعكاسًا للمقومات الأصيلة التي تمسّك بها ملوك المملكة من أبناء الملك المؤسّس، ومنهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي دعا إلىضرورة تقنين الأعرافوالعادات، ليَتمثّلها ويسير على هديها كافة القيادات. ..وإننا الآنَ في حاجة إلى تقنين كل الأعراف والعادات؛ ليعرف كلّ مسؤول حدودَ مسؤوليته، بما يتوافق مع النظام الأساسي للحكم. . الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لقد حمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمانة الحكم في المملكة العربية السعودية في ظلّ تحديات جِسام، فكان عند مبايعته (حفظه الله) على دراية كاملة بتلك التحديات، فنهض لحمل الأمانة وعبء المسؤوليات، واستأنس بمعية الله، واستهدى بمنهاج النبوة المهداة، ولعل كلمته في هذا المقام خير دليل على ذلك، إذ يقول: ... إنني وقد شاء الله أن أحمل الأمانة العُظمى، أتوجّه إليه سبحانه مبتهلً أن يمدّني بعونه وتوفيقه، وأسأله أن يُريَنا الحقّ حقّا ويُرزقنا اتباعه، وأن يُريَنا الباطلَ باطلً ويرزقنا اجتنابه، وسنظلّ - بحول الله وقوته - متمسكين بالنّهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسّس عبدالعزيز رحمه الله، وعلى أيدي أبنائه من بعده رحمهم الله، ولن نحيدَ عنه أبدًا، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.. الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وقبل أن تنطوي أربعون يومًا منهذه الكلمة التاريخية، أصدر حفظه الله أربعةً وأربعين قرارًا ملكيّا، يهدف من خلالها إلى تنظيم أركان الدولة والحكم بما يتناسب مع متطلبات المرحلة. لقد أدرك هذا القائد المُلهَم بقراءته الواعية والمتأنية للتاريخ والواقع، واستشرافه للمستقبل، أهميةَ ضخّ دماءٍ شابّة في مؤسسة الحكم، وهو ما يعَدّ بحقّ قراءةً واعيةً للمستقبل، فاستقرارُ الحكمضمانةٌ لاستقرار الوطن، وتماسك جبهته الداخلية، واستمرار حركته التنموية. إنّ رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في حرصها وشمولها قد أبرزت حنكته القياديةَ والتنظيم الإداري الفاعل الذي يُسهم في العملية التنموية لكلّ ما من شأنه بناء وتطوير هذا الوطن، وذلك من خلال عزمه - حفظه الله - على تذليل كلّ معوقات التطوير لبناء الوطن وتعزيز التنمية في المجال الإداري وكافة المجالات التنموية الأخرى، وقد كان ذلك واضحًا من خلال القرارات والأوامر السامية التي تهدف لكلّ ما يؤمن به ويتطلع إليه من تطوّر . وتنمية إدارية فاعلة إنّ قيادة الملكسلمان بن عبدالعزيز لمنظومة الإدارة في البلاد بديناميكية رائدة، جعلته يصوغ إستراتيجية القرار الوطني المحض بعناية فائقة ومهارة مدروسة، جعلت المُحللين يُجمعون على أنّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز - حفظه الله - رؤية ملك قائد 21
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4