كتاب الملك سلمان

فعلى الرغم من عوامل القسوة ومقومات الشدة وملامح الحياة الصحراوية، بدتْ في شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عبقرية التكيّف مع الظروف السياسية، وعبقرية التواؤم مع المعوقات الخارجية وتحويلها إلى فُرصٍ يستفيد منها الإنسان ويجعلها حافزًا لمقدمات النهضة والتطور، وكما يُميّز ابنُ الصحراء دون تردّد بين موضع السراب المُخادِع وموطن الماء المنشود، فإن خادم الحرمين الشريفين فرّق بين مواضع الحقيقة ومواضع الوهم، فحباه الله صوابَ الرأي والعزم على اتخاذ القرار برغم الصّعاب والمشاقّ، حتّى لا تعيث عصاباتُ الإرهاب بالفساد، وتؤرّق أمنَ ومضاجع العباد، وهو ما أوضحه في قوله: ... أيها الإخوة، إن آفة الإرهابمن التحديات التي تواجهها الأمة العربية، وتستهدف أمنَ بلدنا واستقرارها، وتستدعي منّا أقصى درجات الحيطة والحذر والتضامن في اتخاذ التدابير اللزمة لمواجهته... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وعمومًا، فإن السياسة الخارجية للمملكة لاتحيدُ عن التوازن سبي ً، ولا ترضى عن إقامة العدل الدولي بدي ً، فضً عن نزوعها إلى اتخاذ التدابير اللازمة، وتفعيل الإجراءات الحاسمة، وَفْق سياسة مبنية على النظر الحكيم وتعاليم الدين الحنيف، وتتوكأ علىسياسة ذات عِزة وشرف منيف، فعزتها من عزة العربي المسلم، ومجدها وشرفها من تاريخها الأصيل الذي يأبى الضّيم ويرفض الكيلَ بمكيالين، وهو ما نجده في طرحه التالي: ...إن سياسة المملكة الخارجية ملتزمة على الدوام بتعاليم ديننا الحنيف، الداعية للمحبة والسلم... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لقد آمنَ الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - إيمانًا عميقًا بأن المنهج السياسي السديد يقوم على العلاقات المحترمة بين الشعوب، والتعارف والصداقة بين المجتمعات، ويعمل على التعايش في أمن وسلام. ويدل على ذلك قوله حفظه الله: ... إنّ التحدّي الأعظم الذي يواجهنا هو التحدّي الأقدم، ألا وهو بناء صرح سلمٍ ثابت وعادل للمنطقة والعالم... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحيث نذرت المملكةُ نفسَها لخدمة قضايا العدل في العالم، فإنه وفقًا لرؤية خادم الحرمين الشريفين فإن الفشل في نَشْر السلام في العالم العربي - سواءً أكانَ جرّاء احتلالٍ غاشمٍ أم نتيجة استبداد ظالم، أو محصلة لفشل الجهود الدولية - جعل المملكة، وانطلاقًا من مسؤوليتها الدينية والتاريخية، تبذل جهودًا كبيرة في التعاطي مع مثل هذه القضايا وغيرها من الأزمات المعاصرة والصراعات؛ إذ بذلت جهودًا متعاظمة لتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي لكلّ الشعوب المقهورة، ناهيك عن دعوة المجتمع الدولي لضرورة القيام بمسؤولياته التاريخية والأخلاقية حِيال رَفْع المعاناة عن جميع الشعوب المظلومة. 30 ملك قائد .. وتاريخ جديد 1

RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4