كتاب الملك سلمان
والدفـاع عـن قضايـا أمتنـا، مهتديـن بتعاليـم ديننـا الإس مي الحنيـف الذي ارتضـاه المولى لنا......واللـهَ أسـألُ أن يوفّقنـي لخدمـة شـعبنا العزيـز وتحقيـق آمالـه، وأن يحفـظ لبلادنـا وأمتنـا الأمـنَ والاسـتقرار، وأن يحميَهـا مـن كل سـوء ومكروه... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لقد جاء خطابخادم الحرمين الشريفين زاخرًا بالدلالات، مُعلِنًا نَهْج حكمه ودستور بلده القائم على مصدري التشريع، كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولميَحِد خادمالحرمينالشريفينالملكسلمانبن عبدالعزيز - أيّده الله - عما قاله في كلمات خطابه السهلة "واللهَ أسألُ أن المباشرة، ووُضعت مقولته حفظه الله موضعَ يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله" التطبيق الفوري، وخرجت الكلمات من نطاق الأقوال إلى واقع الأفعال، فتوالى صدور القرارات الملكية الكريمة تترى؛ وكلها تضع مصلحة المواطنفيالمقدّمة، وتحافظ على الوطن واستقراره ومكتسباته ومقدراته، ليكون الوطنُ خيره عميم، ويَستظِل بظله الجميعُ. فخلل أربعين يومًا من بداية تولّي خادم الحرمين مقاليد الحكم، أصدر أربعة وأربعين قرارًا ملكيّا لإعادة ترتيب البيت من الداخل، شملت معظم أركان الدولة والحكم، بدايةً من مجلس الوزراء إلى الهيئات السياسية، مرورًا بالأجهزة الاقتصادية، في تحديث لإدارة الحكم، وعصرنة أساليبه وأدواته؛ كل ذلك بهدف الانطلق إلى العصر بقوة دَفْع أكثر طموحًا لكن مع المحافظة على الجذور والهوية، والتمسّك بالأصالة عقيدةً دينيةً ووطنية. وباعتبار أن عقلية القائد المُلهَم هي التي تصنع التحوّلات الكبرى والقرارات التاريخية المؤثرة في حياة الشعوب والأمم. لقد أدركت تلك العقلية الواعية باستقرائها للتاريخ والواقع واستشرافها للمستقبل أن إرساء قواعد الحكم وترسيخه واستقراره إنما يكون بإحداث انسجام وتجانس بين جيلين في مؤسسة الحكم؛ فضخّ دماءٍ شابّة في مؤسسة الحكم يُجدّد حيويتها، ويُمكّن جيلَ الشباب من القيادة، ليعمل عزم الشباب وحكمة الشيوخ جنبًا إلى جنب؛ وهو ما يعَدّ بحقّ قراءةً واعيةً للمستقبل، تكشف بجلء عن رؤية المليك الإستراتيجية وتوجّهاته ونظرته إلى مصالح ومكتسبات وطنه وشعبه المستقبلية، فاستقرار الحكم ضمانة لاستقرار الوطن، وتماسُك جبهته الداخلية، واستمرار حركته التنموية. إنه وفق ما تقدّم، يمكن القول إن المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفينسلمان بنعبدالعزيز حافظتعلى الثوابت الوطنية، والنهج القويم الذي سارت عليه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسّس رحمه الله، داخليّا وخارجيّا، وبالتوازيمع مواكبة روح العصر وآلياته ومتطلباته وحَراكه البنّاء تأثيرًا وتأثّرًا. وحظيــت المملكــة فــي ظــلّ قيــادة خــادم الحرميــن الشــريفين ســلمان بــن عبدالعزيــز (يحفظــه اللــه) باحتــرام إقليمـيودولـي كبيـر - كمـا كانت في عهـد إخوانه الملوك الكِـرام يرحمهـم اللـه - وتعـزّزت مكانتهـا الرائـدة وسـط دول العالــم بمــا اتخــذه - حفظــه اللــه - مــن قــرارات ومواقــف مـن متغيـرات إقليميـة ودوليـة عـدة، تُجسّـد رؤيـةَ المملكـة فـي إدارة أو حـلّ الصراعـات والأزمـات الإقليميـة والدولية، وقــد تجلّــى ذلــك واضحًــا فــي وقوفــه الصلــب فــي القضايــا الإقليميــة وفــي تحمّــل مســؤولياته تجــاه أمتــه العربيـة وسـط تضـارُب المصالـح الإقليميـة والدولية؛ وهو مـا تمثّـل فـي وقوفـه القـوي ومسـاندته للقيادة الشـرعية 50 الأدوار والنشأة 2
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4