كتاب الملك سلمان
التــي اختارهــا أبنــاء اليمــن الشــقيق، ومســاندته ودَعْمــه للشـعب السـوري الشـقيق فـي محنتـه فـي كلّ المحافـل الدوليـة، هـذا وغيـره وضَـع المملكـة ضمـن القـوى الفاعلـة الإيجابيــة والمســموعة عالميّــا. - ملامـح مـن شـخصية خـادم سادسًـا الحرميـن الشـريفين - رؤيـة شـاملة: نشـأ خـادم الحرميـن الشـريفين الملـك سـلمان بـن عبدالعزيـز - أيّـده اللـه - فـي مدرسـة والـده (يرحمـه اللـه) بثرائهـا الفكـري وتنوّعهـا المعرفـي، وقـد حباه اللـه بحواس يقظـة وعقليـة نشِـطة مُبدعـة راغبـة فـي التعلّـم، تدعمهـا حنكة متمرسة بتجارب وخبرات متراكمة، تلك كانت سمات رئيسـة فـي تشـكيل معالـم شـخصية القائـد سـلمان بـن عبدالعزيز. وقد تآزرت تلك السمات مكوّنةً شخصيةً قوية مبدعـة لهـا رؤيتهـا الموضوعيـة الجـادة، تملـك فكـرًا رصينًا، تجمـع بيـن الأصالـة والمعاصـرة، متنوعـة المناحـي مـا بيـن ثقافـي وإعلمـي وسياسـي وعلمـي وأمنـي وتنمـوي وغيره الكثير، لا تتكلم كثيرًا عن إنجازاتها؛ وإنما تدع الحقائق والإنجـازات هـي التـي تتكلـم. وفي هذا السياق، أشار الدكتور إبراهيم بن عبدالله المطرف إلى ملمح من ملمح شخصية خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، ألا وهو «الإبداع في الأداء التنموي والحضاري»، إذ تناول الكاتب عبر استعراض أمينواعٍ ودقيقلأهمّ تجربة حضارية فيتحديثالعاصمة الرياض؛ما يجعلالمراقبيُلحظارتباطًا وثيقًا بينالجوانب التنموية والحضارية في هذا الأداء، والجانب الإبداعي باعتباره ملمحًا رئيسًا من ملمحه الشخصية ومكونًا من مكوناته الإنسانية، حيث يُشكّل الإبداع كرؤية واسعة ركيزة للتعاطي معكافة القضايا بما تنطويعليهمنمستجدات. هذه الجوانبالإيجابية الفطريةوالمكتسبةوغيرها الكثير فيشخصيته - حفظه الله - هيّأته ليكونَ منذ أن كان أميرًا للرياضفي مطلع شبابه بمنزلة أمين سرّ الأسرة المالكة السعودية، إذ كان مُوكَلً له متابعة ورعاية أمور الأسرة وحلّ مشكلتها ورعاية شؤونها. كما كان الملك سلمان مستشارًا لملوك المملكة العربية السعودية من إخوانه الذين تولوا العرش قبلَه؛ وذلك ثقة منهم - يرحمهم الله - في حنكته وحصافته وحكمته في معالجة الأمور. وقد أكسبته كل تلك الجوانب خصائص قيادية تبلورت في مسيرة حياته العملية؛ بحزمه وعزمه وتميّزه في اتخاذ القرارات الصعبة والإستراتيجية، ومنحته المزيد من الدعم والتأييد والرضا عن سياساته داخليّا وخارجيّا. ولعل قرار الملك سلمان التاريخي بإطلق عاصفة الحزم لتخليص اليمن من سيطرة وعبث مناصري إيران من الحوثيين وحماية الأمن والمصالح الوطنية والقومية للمملكة ودول الخليج العربية وبقية الدول العربية خير مثال على الثقة بالنفس التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خاصة إذا قرأنا هذا القرار الحازم في إطار اللحظة التاريخية المشتبكة والمعقدة للإقليم والعالم بكلمتغيراتها وتحدياتها وتداعياتها. وفيمـا يلـي نسـتعرض بعضًـا مـن الجوانـب المضيئـة فـي شـخصية خـادم الحرميـن الشـريفين، التـي يبـرز فـي : ثناياهـا أهـمّ الـرؤى والتوجهـات والأفـكار . الجانب الثقافي: 1 العالم كله دوً وشعوبًا يعرف خادم الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رجل الدولة والشخصية السياسية القيادية البارزة، لكن ليس الكلّ يعرف سلمان المثقف الأديب الذي يعَدّ واحدًا من كِبار المثقفين رؤية ملك قائد 51
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4