كتاب الملك سلمان

فاجَأ الجميعَ بشخصية عسكرية مهيبة وصلبة وقادرة على صياغـة الخُطـط والإسـتراتيجيات العسـكرية بكل قـوة وعزم دون تـردّد ولا إبطـاء. وخيـر مثـال يؤكـد ذلـك قـراره التاريخي (حفظـه اللـه) بإطلاق عاصفـة الحـزم لتخليـص اليمـن مـن سيطرة وعَبث مناصري إيران من الحوثيين، وحماية الأمن والمصالـح الوطنيـة للمملكـة ودول الخليـج العربيـة وبقيـة الـدول العربيـة. بيـد أن قـوة هـذا القـرار الحـازم وعظمتـه تتبـدى فـي قراءتـه فـيسـياق اللحظة التاريخية المشـتبكة والمعقـدة للإقليـم والعالـم بـكل متغيراتهـا وتحدياتهـا وتداعياتهـا. فلا عجـبَ والحـال كذلـك أن يُضـاف إلـى لقـب «رجـل المهمـات الصعبـة»، لقـبٌ جديدٌ يُجسّـد بدقة أفعال المُلقّـب، فـكان لقـب «سـلمان الحـزم والعـزم». وفـيهذا السـياق، يُوجّه خادم الحرمين الشـريفين - أيده الله - خطابًا إلـى أبنائـه فـي قطاعـات القـوات العسـكرية كافـة، يتبـدى مـن ألفاظـه وثنايـاه رؤيـة القائـد الإسـتراتيجي المسـؤول عـن الأمـن الوطنـي بمفهومـه الشـامل الـذي يُجيـد حَشْـد الجهـود والطاقـات والرجـال ويُحسـن توظيفهـا وإدارتها لما فيـه خيـر الوطـن والمواطـن: ولأبنائي البواسل في قطاعات قواتنا العسـكرية كافـة، أقـول: أنتـم محـلّ القلـب مـن الجسـد، وأنتـم حُمـاة الوطـن ودِرعـه، وكل فـرد منكـم قريـب منـي ومحـل رعايتـي واهتمامـي، والوطـن يُقـدّر جهدكـم وعملكـم، بـارك اللـه فيكـم جميعًـا، ونحـن بصـدد تعزيـز قدراتكـم بمـا يضمـن بـإذن اللـه تعالـى حمايـةَ هـذا الوطـن، وتوفيـر الأمـن والأمـان للمواطنيـن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود 64 الأدوار والنشأة 2