كتاب الملك سلمان

. الجانب التنموي: 8 بدرايـة واسـعة الاطلاع ووعـي قيـادي حصيـف، تنطلق الرؤيـة التنمويـة لخـادم الحرميـن الشـريفين - أيّـده اللـه - مـن مبـدأ واضـح تتفـرع منـه كلّ الخُطـط والبرامج، وهـو: أن المواطـن هـدفُ التنميـة وأداتهـا. ومـن هـذا المنطلق، وسـلمان بن عبدالعزيز منـذ أن كان أميـرًا للريـاض إلـى تسـلّمه - حفظـه اللـه - عـرش المملكـة وشـخصيته التنمويـة الشـاملة حاضـرة بأعمالـه، وتتبـدى لنا رؤيتـه لمـا ينبغـي أن يكـون عليـه المجتمـع السـعودي فـي المجـالات كافـة، والآفـاق المسـتقبلية السـامقة التـي يطمـح إليهـا ويُخطّـط لهـا. ولأنه رائد التغيير وقائد التطوير؛ فقد توالت مبادراته تترى، ولعلمن أهم سمات القائد المُلهَم ما تحدثه قراراته ورؤيته من حراكٍ وتفاعل ونقاش مجتمعي بين مختلف فئات الشعب وأطيافه، ولعلّ أبرز ما يُجسّد هذا الأمر هو: م، التي وجّه بها 2030 رؤية المملكة العربية السعودية وأقرّها الملكسلمان بن عبدالعزيز. إنها خُطة إستراتيجية شاملة للتنمية الوطنية بكافة جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والمالية والاستثمارية وغيرها، وكلها تعكس الأفق اللمحدود للجوانب التنموية التي يتطلع إليها خادم الحرمين الشريفين الملكسلمان بن عبدالعزيز. ويُـدرك خـادم الحرميـن الشـريفين أنّ لـكل مجتمـع أوضاعـه الاجتماعيـة، فمـا يُناسـب هـذا المجتمـع ليـس بالضـرورة يُناسـب المجتمعـات الأخـرى، ومـن هنـا وعنـد إحـداث تغييـرات لا بـد مـن المواءمـة والتـوازن البصيـر. ولأن سـلمان بن عبدالعزيـز صقلتـه التجـارب وخيـر خبيـر بتركيبة المجتمع السـعودي؛ فإنه ينحو في طبيعة وكمية جرعـات التغييـر الاجتماعـي وفـي توقيـت التغييـر منحـى التسـديد والمقاربـة بيـن مختلـف تياراته بما يضمن التقدّم المحسـوب، ويتجنّـب قيـامَ التعـارُض المُخِـلّ فـي تركيبـة المجتمـع أثنـاء مسـيرة وجهـود التنميـة. فهو يُـدرك بثاقب بصيرتـه أن التغييـرَ فـيمجتمـع فـي جـزء منـه مُحافظ مثل المجتمع السعودي لا يمكن إجراؤه بجرعات كبيرة أو إحداثه دفعـةً واحـدةً دون تـدرّج. إنـه يتعامـل مـع معادلـة صعبـة يُـدرك معهـا أن فـي المجتمـع السـعودي تيـارًا مفتوحًـا للتغيير، وتيارًا شبه مغلق للتغيير والتجديد لأسباب وقيم يؤمـن بهـا، وأن عليـه بوصفـه الملـك ولـي أمـر الطرفيـن والمسـؤول عـن المصلحـة العامـة لهمـا أن يمسـك العصا مـن الوسـط ولا يـدع كفّـةً تميـل بالكفـة الأخـرى؛ فهـو خيـرُ مَـن يتفهّـم، وهـو خيـرُ مَـن يُديـر المعادلـةَ الصعبـة للتغييـر والتنميـة فـي المملكـة العربيـة السـعودية. رؤية ملك قائد 65