كتاب الملك سلمان
يختطّ الملك القائد لنفسِه منهجًا في الإدارة والحكم والسياسة لم يعدل عنه طيلة حياته، إذ يُوقن بأن سُنن التطوير حتمية لا مناص منها، وملامح التغيير بادية في القريب أو البعيد، ومبدأ تطوير المكان لخدمة الإنسان هدفٌ تتطلع إليه الآمال، وتبادر إليه سواعد الرجال، على أن قدرات المخلصين منهم كافية لصنع سياج يحفظ المقدسات، ومعادن المحافظين صامدة في الذود عن الثوابتوالمكتسبات،وهوماأشاراليهحفظهالله،إذيقول: ...إن الذي لا يتغير قط هو القرآن والسنة، لكن ثباتهما لم يمنع من سنّ الأنظمة التي تتطور بتطور الأزمنة.. الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحيث إن ما سبق يُعَدّ فهمًا وسطيّا مستنيرًا لا يرضَى بالجمودِ والتعطيل، ولا ينساق وراء شعارات التحديث والتطوير التي تطال الثوابت أو تعمل على هدمها؛ فإن عقلية القائد المُلهَم تصوغ القرارات المستقبلية التي يدوّنها التاريخ وتتوارثها الأممُ والأجيال. ولقد أدركت تلك العقلية الملهمة،منذ تحمّلها المسؤوليةقبلنحو أكثر من ستين عامًا، باستقرائها للتاريخ واستشرافها لمستقبل البلاد؛ أنّ إرساء قواعد الحكم وإحاطته بالدعامات الحامية إنما يكون وَفْق نظام وأسُس تتمثّل الرؤية الإسلامية في الحكم، ولا تغفل عن المتطلبات التنظيمية العصرية في التطوير والتحديث؛ لمواكبة كلّ جديد، والعمل على خدمة الإنسان الذي يعيش على أرض المملكة. وفي هذا الشأن العظيم، شأن الحكم والإدارة، يضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هدفًا دائمًا ما يُردّده - حفظه الله - في أحاديثه وإنْ اختلفت العبارات، إذ يقول في هذا المقام: ..المملكة العربية السعودية ماضيةٌ نحو تحقيق كل ما يُعزّز رخاءَ المواطن وازدهار الوطن وتقدّمه وأمنه واستقراره، والتيسير على المواطن لتحقيق مختلف المتطلبات التي تكفل له حياة كريمة، بإذن الله... الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفي إطار هذا المنهج القويم، فإن الملك القائد يستعين بأمرين؛ الأول: يستند إلى معالم الماضي وتجارب السلف بما أوتي من حفظٍ لأمجاد الآباء والأجداد ونهج الأوائل، والآخر يتجسّد في حكمة قيادته الراشدة على الإصلاح والتغيير بما يُحقّق ويُعزّز سُبل التنمية الشاملة في البلاد؛ حيث يعمل على تطوير الحاضر، ويرسم ملامح المستقبل المشرق. ً - البراعة في قيادة أنظمة الحكم: أول منذ تحمّله المسؤولية لأكثر من ستين عامًا؛ يمتلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حنكةً قياديةً، وثقافةً متنوعةً، وفراسةً ما تجعله رجلَ دولة من الطراز الأول. فنظرًا لتمكّنه وتمرّسه من القيادة؛ أصبح ذا رؤية قيادية ثاقبة ضاربة بجذورها في تاريخ المملكة وعمرها، حرسها الله. ووفق ذلك، فإن نمط إدارته -حفظه الله- منذ عقود طويلة يُعَدّ مدرسة انضباط خاصة، وهو ما يعود بالطبع إلى تحمّله المسؤوليات الكبيرة منذ صغره، وقُربه من صانع القرار، وكونه أمينَ سرّ الأسرة الحاكمة، فضً رؤية ملك قائد 71
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NjYyNTc4